الكرتون، الوسم التاريخي للرسوم المتحركة، إذ لا براءة من الأصل هنا! وكما يدهشك الكاريكاتير أو ال "كارتون" الصحفي في أحيان كثيرة، تمارس صناعة الرسوم المتحركة التفوق على الأزمات المالية وانهيار الكثير من المؤسسات المالية لتحقق للهند ربحاً قدره 631 مليون دولار خلال العام 2011م. ومن المتوقع، بحسب دراسات اقتصادية متخصصة، أن تقفز الأرباح الصافية لهذه الصناعة إلى 961 مليون دولار خلال العام 2013م. والعارفون بالاقتصاد الصناعي، واقتصاديات الترفيه على وجه الخصوص، يرون في هذا مساحة شديدة الرحابة لخلق فرص عديدة من الوظائف، خطط لتفعيل التعدد الاقتصادي، التطوير، التوسع وغيرها من الإضافات اللامتناهية الوعود.
الحديث اليوم عن مليار دولار سنوياً، وأشرس المنافسين آسيوياً هم عباقرة ال "مانجا" اليابانية وتاريخها الطويل، ومنافسين آخرين من كوريا الجنوبية والصين. أما الأخيرة، فقد حجزت مقعداً نحو انطلاقة يكفلها العنصر البشري وسهولة التحشيد، فقد أبرم أشهر صناع الرسوم المتحركة في الصين عقوداً مع شركة دريم ووركس Dream Works بقيمة 330 مليون دولار لإنتاج أفلام رسوم متحركة. ستكون حصة الصين من الربح فيها مستقرة عند 55% مأخوذة بالرضى والمباركة من فم سيّد غابة الترفيه، العم سام!.
على المستوى الشخصي، أظنها محاولة جديدة من طرف العملاق الأمريكي للاستحواذ على حصة من الكعكة المحجوزة للكنديين!، فاستوديوهات كندا وشبابها من محترفي الإبداع في الرسوم المتحركة هم أهم مزودي الفضائيات الكارتونية بمحتواها. والحديث هنا عن سعي لمنافسة الكنديين الذين أبدعوا رسوماً متحركة للأغراض الإعلانية في العام 1912م أيها السيدات والسادة الكرام، فكيف سيكون الوضع لو فكرنا بالقدرات المتوفرة للكنديين اليوم؟ وهل ستنجح الشراكة مع الصينيين في تحقيق هذا الهدف؟ للمختصين توق كبير لرؤية النتائج!
التسلسل في مراقبة هذا السحر وسرد أرقام النجاح سيحتاج لمساحة لا يستوعبها المتاح، وربما يكون لنا عودة في فرصة جديدة. لكني أود أن أنبه الشباب والشابات السعوديين المولعين بالرسوم المتحركة، ممن تتناثر عطاءاتهم الجميلة على يوتيوب، أن مجرد التفكير في تطوير هذه الهواية هو نجاح بحد ذاته. ولا أحسب أن منهم أو منهن من يكره أن يكون له استوديو يوفر الخلطة اللازمة لجذب مئات الملايين من الريالات المصدرة حالياً للخارج.
قليل من العصف الذهني هنا، موهبة فذة في الرسم هناك، قدرة فلاشية على الكتابة من الداخل.. محرّك أو محرّكين، وهذا كل ماهنالك للبدء، تقريباً! ومن أكبر إهداءات الحظ لجيل الشباب، بعد توفر برامج التحريك الرقمية، أن هناك منافذ تسويق مجانية مثل: يوتيوب، تويتر وفيسبوك قادرة على الوصول للمئات والألوف من المشاهدين في أيام قليلة! هذا إن تغاضينا عن صخب رسائل ال"واتس-آب" وبرامج الدردشة المشابهة!!
تعليقات
إرسال تعليق